"
next
Read Book الرحلة الورثيلانية جلد 2
Book Index
Book Information


Favoured:
0

Download Book


Visit Home Page Book

الرحلة الورثيلانية المجلد 2

اشارة

نام كتاب: الرحلة الورثيلانية

نويسنده: ورثيلانى، حسين بن محمد

تاريخ وفات مؤلف: 1193 ه. ق

موضوع: سفرنامه

زبان: عربى

تعداد جلد: 2

ناشر: مكتبة الثقافة الدينية

مكان چاپ: قاهره

سال چاپ: 1429 ه. ق

نوبت چاپ: اول

[الجزء الثانى ]

دخولنا مكة المشرفة زادها اللّه تشريفا و تعظيما و تكريما

اشارة

فدخلنا مكة فلم تغادر في النفس ترحة، و أزالت عن الجفون كل فرحة، فدخلناها في زحمة عظيمة كادت النفوس أن تزهق غير أن سرورها بالوصول إليها خفف بعض الألم بل قد زال التعب و النصب كأن النفوس في وليمة عظيمة لا يعلمها و ما فيها من الفرح إلا من منحه اللّه بل الأرواح قد تجلى عليها ربها فخرت صعقة مغشية عليها فغيبها عن الأكوان كلها بمشاهدة مكونها و من جملة من غابت عنه هذا الغيب فلم تكترث بما أصابها من الهم و المشقة فلما هب نسيم جوار الحبيب عليها أيقظها و أشهدها رسوم مكان الوصال، و دلائل الحضرة و سواطع الانتقال، فعلمت بيت الرب، و تعلق به الجبح و اللب، سدل كل حبيبت سوى هذا الحبيب وراءه، فأقام كاس الجوار و أداره ، و صار شذاؤها انتظاره، فهبطنا منحدرين إلى أن وصلنا قرب البيت فدخلنا المسجد من باب بني شيبة، فأفاض اللّه علينا من جوده كرامة و هيبة ، فظفرنا بالأمن و الأمان و السلام من باب السلام.

ثم أقول كما قال شيخنا سيدي أحمد بن ناصر ما نصه فشاهدنا البيت العتيق الذي تزيح أنواره كل ظلام و قد تدلت أستاره، و أشرقت أنواره، و قد شمر البرقع عن أسافله، حتى لا يكاد الطائف يناله بأنامله، يفعلون به ذلك من أول تقدم الوفود، و لا يطلقون أستاره حتى تعود.

قال الإمام أبو سالم و قد قلت في هذا المعنى، و أبديت فيه تشبيها غريب المبنى:

الرحلة الورثيلانية، ج 2، ص: 453

فكأنه

1 to 419